top of page
بحث

النساء في مناصب الإدارة العليا وصنع القرار - من يحتاج إلى ذلك حقًا؟

  • صورة الكاتب: Michal Mattes-Litmanovich
    Michal Mattes-Litmanovich
  • 8 أبريل
  • 5 دقائق قراءة

يُعَدّ نقص تمثيل النساء في المناصب الإدارية العليا في إسرائيل قضية مركزية في الخطاب العام، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة في حرب "السيوف الحديدية". تشير الأبحاث إلى أن وجود النساء في مواقع قيادية يسهم بشكل كبير في تحسين أداء المنظمات وتعزيز الابتكار. ومع ذلك، لا تزال النساء تواجه تحديات كبيرة في طريقهن للوصول إلى المناصب الإدارية العليا.




بعض البيانات عن الاقتصاد الإسرائيلي:


هناك تراجع ملحوظ في تمثيل النساء في الإدارات العليا، والذي كان منخفضًا جدًا بالفعل. في عام 2018، شكّلت النساء 8.1٪ فقط من المديرين التنفيذيين في الاقتصاد الإسرائيلي، لكن هذا الرقم انخفض إلى 3.5٪ فقط في عام 2023. أما بين رؤساء مجالس الإدارات، فقد انخفضت النسبة من 15٪ في عام 2018 إلى 5.6٪ في عام 2023.


في عام 2020، بلغ متوسط الأجر الشهري للنساء في المناصب العليا 39,651 شيكلًا جديدًا، وهو ما يعادل 88٪ من أجر الرجال في المناصب المماثلة (44,710 شيكل). وتُسجل أكبر فجوات الأجور في الشركات الحكومية، حيث يصل الفارق إلى نحو 12,000 شيكل شهريًا.


بحسب بيانات شركة "نيشا" (2)، فيما يتعلق بالتقدم لمنصب المدير العام (CEO)، كان 82٪ من إجمالي المتقدمين رجالًا، مقابل 18٪ فقط من النساء. اجتاز 41٪ من الرجال المتقدمين شروط القبول، مقارنة بـ 37٪ من النساء. أما بالنسبة لتوزيع التعيينات الفعلية في هذا المنصب، فقد تم تعيين 80٪ من الرجال و20٪ من النساء;


وفيما يخص المناصب الإدارية العليا (C-Level) خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بلغ متوسط نسبة الرجال بين المتقدمين 70٪ مقابل 30٪ للنساء. اجتاز 40٪ من الرجال شروط القبول مقارنة بـ 34٪ فقط من النساء، ومن بين عمليات التوظيف النهائية، تم تعيين 63٪ من الرجال و37٪ من النساء.


ما هي فوائد دمج النساء في المناصب الإدارية العليا؟


أظهرت الأبحاث أن الشركات التي تتمتع بتمثيل نسائي مرتفع في الإدارة تحقق أداءً ماليًا أفضل. وقد وجدت دراسة أجرتها شركة "ديلويت" أن الشركات التي تقودها النساء تحسّن نتائجها المالية، بل وتحقق أرباحًا أعلى.


يعود ذلك، من بين أمور أخرى، إلى أسلوب الإدارة الفريد الذي تتميز به النساء: تميل المديرات إلى الاستثمار بشكل أكبر في تحفيز الموظفين، ونشر التفاؤل والحماس تجاه الأهداف المستقبلية، وتقديم رؤية ملهمة، والاهتمام بتطوير الأعمال التجارية، وكذلك التطوير المهني والشخصي للموظفين. كما يحرصن على التعامل مع الموظفين بشكل فردي ومكافأة السلوك الإيجابي.


بالإضافة إلى ذلك، تساهم النساء في تعزيز التنوع والتطور داخل الشركات. إذ يؤدي دمج النساء في المناصب الإدارية إلى تنوع فكري وثقافي، مما يعزز الابتكار ويؤدي إلى حلول إبداعية داخل المنظمة.أظهرت الأبحاث أن النساء يتمتعن بأسلوب إدارة يعزز مهارات الاستماع، والدعم، والسعي لحل المشكلات بطرق تحقق فائدة متبادلة للطرفين. كما أنهن غالبًا ما يتعاملن مع القضايا المثيرة للجدل ويتطلبن إجابات واضحة ومفصلة، مما يعزز بيئة عمل قائمة على الحوار الفعال واتخاذ القرارات المستنيرة.


إذاً، ما هي التحديات والصعوبات رغم ذلك؟


  • السقف الزجاجي: على الرغم من التقدم الملحوظ، لا تزال العديد من النساء يواجهن عقبات غير مرئية تمنعهن من الوصول إلى المناصب الإدارية العليا. تشير الأبحاث إلى أن الشركات التي تتبنى التنوع الجندري وتدعم النساء بشكل فعّال ليكنًّ جزءًا أساسياً في المناصب القيادية تتمتع بميزة تنافسية على تلك التي لا تتخذ أي موقف في هذا الشأن. من التحديات الأخرى المهمة هو نقص النساء في المناصب العليا، مما يؤثر سلبًا على نموذج القدوة، حيث يقلل من فرص صعود النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والصغيرة. وكما يقال: "لا يمكنك أن تصبح ما لا تستطيع رؤيته".

  • التحيزات اللاواعية:

    غالبًا ما تؤدي التحيزات الثقافية والاجتماعية إلى تفضيل الرجال في المناصب الإدارية، حتى عندما تكون النساء مؤهلات تمامًا لهذه الأدوار. أظهرت الأبحاث أن النساء يمِلن إلى وضع أهداف طموحة لأنفسهن، لكن عند الحديث عن هذه الأهداف أمام نساء أخريات، قد يعكسن صورة مختلفة عن طموحاتهن الحقيقية. في العديد من الحالات، يتم تشجيع السمات التي تُعتبر "ذكورية" على مستوى التوظيف والترقية داخل الشركات، بينما تُفسَّر نفس السمات لدى النساء على أنها عدوانية أو غير مناسبة. تدّعي العديد من المنظمات أنها لا تأخذ النوع الاجتماعي بعين الاعتبار، بل تسعى فقط لاختيار "الأفضل"، ومع ذلك، فإن المعايير التي تحددها تلك الشركات غالبًا ما تكون أكثر ملاءمة للرجال منها للنساء.

    تلعب الصور النمطية الجندرية دورًا كبيرًا في تشكيل التصورات حول قدرات النساء كمديرات. يُنظر إلى بعض الصفات مثل اللطف أو الحساسية على أنها نقاط ضعف في الإدارة، مما قد يؤدي إلى التقليل من كفاءة المرأة القيادية. ومن الأمثلة الشائعة ("هي لطيفة جدًا، حساسة، وقد تتخذ قرارات غير مهنية لأنها عاطفية أكثر مما ينبغي")

  • التوازن بين العمل والحياة الشخصية

    تواجه العديد من النساء تحدي تحقيق التوازن بين حياتهن المهنية ومسؤوليات الأسرة، مما قد يعيق تقدمهن نحو المناصب الإدارية العليا. في عام 2025، لا تزال النساء في معظم الأسر الإسرائيلية هنَّ المسؤولات الرئيسيات عن رعاية الأسرة، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا عند محاولة الاندماج في وظائف تتطلب التزامًا كبيرًا مثل المناصب الإدارية العليا.


تأثير حرب "السيوف الحديدية"

خلال حرب "السيوف الحديدية"، أدت النساء أدوارًا مهمة في مختلف الميادين والوظائف، بما في ذلك الجيش، شرطة إسرائيل، والأجهزة الأمنية. منذ السابع من أكتوبر، لعبت العديد من النساء دورًا رئيسيًا في حماية المدنيين، سواء في صفوف الشرطة، سلاح الجو، حرس الحدود، وحدات القتال الميداني وغيرها. في الهجوم المفاجئ، قُتلت وأُصيبت العديد من الجنديات والشرطيات، إلى جانب أفراد وحدات الطوارئ في البلدات. وللمرة الأولى، تم اختطاف العديد من النساء، ومن بينهن جنديات، على يد حماس ونُقلن إلى قطاع غزة.في مرحلة الحرب البرية، دخلت العديد من النساء إلى قطاع غزة، خاصة في الأدوار الطبية. سلطت هذه الأحداث الضوء على أهمية دمج النساء في مناصب قيادية، ليس فقط في سوق العمل، بل أيضًا في الحكومة، مجلس الوزراء الأمني (الكابينت)، والأجهزة الأمنية. أظهرت التجربة والمهارات التي برهنت عليها النساء خلال الحرب الدور المحوري الذي يمكنهن تقديمه في جميع مجالات الحياة.


لماذا من المهم دمج النساء في المناصب الإدارية العليا؟


  1. استغلال الإمكانات البشرية بالكامل – يتيح دمج النساء في المناصب الإدارية للشركات الاستفادة من جميع المواهب والقدرات المتاحة دون تمييز جندري.

  2. تعزيز صورة الشركة – تُعتبر الشركات التي تطبق المساواة الجندرية أكثر تقدمًا وجاذبية في نظر الموظفين، العملاء، والمستثمرين.

  3. فهم أعمق لاحتياجات السوق – يساهم التنوع الجندري في الإدارة في توفير وجهات نظر متعددة تساعد على فهم احتياجات العملاء وتطوير حلول مبتكرة تلائم مختلف الأسواق.


ليس النساء فقط من يتأثرن بالتحيزات الواعية وغير الواعية، بل الرجال أيضًا قد يواجهون تحديات مماثلة. هناك نساء يمتلكن صفات تُعتبر تقليديًا "رجالية"، كما أن هناك رجالًا يتمتعون بصفات تُصنف عادةً على أنها "نسائية"، مثل التعاطف، الاستماع، والمشاركة، وهي صفات يراها البعض – بشكل خاطئ – دليلًا على الضعف.

لكن من الواضح أن هذا المفهوم غير صحيح على الإطلاق. فالتنوع في الصفات والمهارات هو عامل أساسي للنجاح. المدير أو المديرة القادر/ة على دمج الصفات المختلفة وتوظيفها حسب الموقف يكون أكثر كفاءة وفعالية في قيادة الفرق واتخاذ القرارات.


ختامًا، فإن دمج النساء في المناصب الإدارية العليا لا يُعد مجرد مسألة عدالة اجتماعية، بل يشكّل أيضًا ميزة تنافسية مهمة للشركات. فقد أثبتت التجربة أن تحقيق التوازن الجندري يساهم في تحسين أوضاع المنظمات، حتى في ظل الأزمات والتحديات التي شهدتها السنوات الأخيرة.

لذلك، يجب على الشركات أن تتخذ خطوات فعلية لإزالة العوائق وتعزيز التوازن الجندري، لما لذلك من أثر إيجابي على نجاح المنظمة وتطورها بشكل مستدام.


  1. גלובס

  2. "קבוצת נישה" - شركة توظيف واستقطاب متخصصة في مجالات التكنولوجيا الفائقة (الهايتك)، التكنولوجيا الحيوية (البيوتك)، البناء، البنية التحتية، الصناعة، المقرات الإدارية، المالية، والمناصب التنفيذية العليا.

  3. חדשות ישראל israel news

  4. כלכליסט


الكاتبة: ميخال ماتيس-ليتمانوفيتش، المديرة العامة المشاركة في "عفودا شفاه" (العمل المتكافئ).


 
 
 

تعليقات


  • YouTube
  • לינקדין
  • פייסבוק
  • Instagram

بيان إمكانية الوصول| جميع الحقوق محفوظة لموقع العمل المتكافئ ( شركة ذات منفعة عامة)|  بناء وتصميم الموقع

bottom of page